وأما علي رضي الله تعالى عنه فهو رابع الخلفاء، وحاكم الحنفاء، الصحابي الجليل المشهور، أحد العشرة المبشرين، زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة، وكان من أذكى الناس، ومن دلائل ذكائه نأخذ هذه القصة التي تبين قضاء علي رضي الله عنه وفهمه وذكاؤه: ذلك أن رجلاً كان يمشي في الصحراء ثم التقى به صديق له، فمضى يمشيان سوياً فجاعا، فلما جاعا أناخا مطياهما تحت شجرة وأخرج كل منهما ما معه من زاد، فأحدهما أخرج خمسة أرغفة، والآخر أخرج ثلاثة أرغفة، فأصبحت ثمانية أرغفة بينهما، وقبل أن يبدآ الأكل مر بهما أعرابي ضيف فدعواه إلى الطعام، فقبل فأكل معهما، فلما أكل معهما وانتهى أعطاهم ثمانية دنانير أو ثمانية دراهم وخرج لما خرج أراد أن يقتسم الثمانية فقال الذي جاء بخمسة أرغفة أنا أتيت بخمسة أرغفة وأنت بثلاث فخمس دراهم لي وثلاث لك، فاعترض الثاني وقال: لا إنما هي بالقسمة نحن اثنان والدراهم ثمانية فأربعة لي وأربعة لك فلما اختصما ذهبا إلى علي رضي الله عنه وأرضاه يحتكما إليه، فلما ذهبا إلى علي رضي الله عنه وأرضاه يحتكما إليه وتيقن علي أنهما سيقبلان حكمه قال: 7 دراهم لصاحب الخمسة ودرهم 1 لصاحب 3.
وهذا من دلائل فقه وذكاء علي رضي الله عنه وأرضاه، فـ علي رضي الله عنه نظر إلى أن الأرغفة الثمانية في كل رغيف ثلاثة أثلاث.
إذاً فهذه الأرغفة تتكون من أربعة وعشرين ثلثاً، وقد أكملها ثلاثة رجال، أي: أن كل شخص من هؤلاء الثلاثة أكل ثمانية أثلاث، فصاحب الخمسة أرغفة قدم خمسة عشر ثلثاً؛ لأن ثلاثة في خمسة بخمسة عشر، فقدم خمسة عشر ثلثاً، وقد أكل منها ثمانية وأبقى 7 أكلها الضيف، فاستحق سبعة دراهم، وأما صاحب الثلاثة أرغفة فإن الثلاثة أرغفة في مجموعها فيها تسعة أثلاث، وقد أكل هو منها ثمانية أثلاث وبقي ثلث استحق عليه الدرهم.
الذي يعنينا هو أن هؤلاء الأربعة هم أبناء أبي طالب، وقلنا: إن ثلاثة منهم أسلموا: عقيل، وجعفر، وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم، وأم هاني، وجمانة ابنتا أبي طالب.
وأما طالب فقد حررنا القول: أنه مات بعد غزوة بدر على الأشهر، ولا يعرف كيف مات، ولا يدرى عنه كثير شيء؛ لأن المصادر شحيحة.
لمثل هذا.