والقصيدة التي نحن بصدد الحديث عنها اليوم هي بائية شوقي والتي مبدأها: سلوا قلبي غداة سلا وثابا لعل على الجمال له عتابا وقد بويع شوقي بإمرة الشعر عام 1932م، وكان قرنه الأول حافظ إبراهيم أول المبايعين، وقال في قصيدته التي بايع فيها شوقي أميراً للشعراء: أمير القوافي قد أتيت مبايعاً وهذي وفود الشرق قد بايعت معي وشوقي له أبيات حاد فيها عن المنهج الحق، كقوله: رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ وغيرها من الأبيات التي حاد فيها عن منهج الحق إما خلقياً وإما عقدياً، لكن الرجل غفر الله له ورحمه له ثلاث قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم عز نظيرها، وقل مثيلها، منها ما عرفت بنهج البردة، والقصيدة التي عارض فيها شوقي بردة البوصيري رحمه الله تعالى، ومعلوم أن بردة البوصيري مطلعها: أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضمِ ونحن لا نستطيع أن نعرج على ميمية شوقي حتى نعرج أولاً على ميمية البوصيري، لكننا في هذا اللقاء سنقف مع بائية شوقي رحمه الله تعالى.
وبقيت له الهمزية والتي مطلعها: ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء وسنخصص حلقات متتابعة لهمزية شوقي ولنونيته، لكننا بعد أن نعرض لميمية البوصيري رحمة الله تعالى عليهما.