"وعنه" الصحابي السابق أبي هريرة "-رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت)) " ليعزم المسألة، ولا يتردد فيها، إذا سأل الله -جل وعلا- يسأله وهو موقن بالإجابة، بعد أن يبذل الأسباب، وينفي الموانع ((فإن الله صانع ما شاء لا مكره له)) قد أمر الله -جل وعلا- بالدعاء ووعد بالإجابة {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [(60) سورة غافر] فعلى الإنسان أن يبذل الأسباب أسباب إجابة الدعاء، ومن أعظم الأسباب طيب المطعم، ومع الأسف أن كثير من المسلمين يجتمع الفئام الألوف المؤلفة يدعون الله -جل وعلا- ولا يستجيب لهم؛ نظراً لما دخل المطاعم من الشبهات، بل المحرمات، وجاء في الحديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- "ذكر الرجل الأشعث الأغبر يطيل السفر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له" يتخبط في الحرام من أكل وشرب وملبس وغذاء، ثم بعد ذلك يرجو الإجابة "أنى" استبعاد، وإن كان بعض الأسباب موجود، السفر مظنة إجابة، المسافر له دعوة، وأشعث أغبر أقرب إلى الانكسار، يمد يديه رفع اليدين في الدعاء أيضاً من الأسباب، ويكرر: يا رب يا رب، وهذا الاسم من أسماء الله -جل وعلا- هو كما يقرر أهل العلم أولى ما يدعى به، وفي آخر سورة آل عمران لما كُرر خمساً حصلت الإجابة {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} [(195) سورة آل عمران] ويصرح بعض العلماء إلى أن من يكرر الدعاء بـ (يا رب) خمس مرات يستجاب له، لكن هذا سبب من الأسباب، فإذا انتفت الموانع ترتب الأثر، مع أنه قد يدعو الإنسان والأسباب متوافرة والموانع منتفية، ومع ذلك لا يجاب له، لا يستجاب له؛ لأن الدعوة قد تستجاب بنفس ما دعا به الإنسان، وقد يدفع عنه من الشر بقدرها أو أعظم منها، وقد يدخر له يوم القيامة خير منها، فهذه كلها إجابة {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [(60) سورة غافر] يتحقق الأمر بمثل هذا، فعلى الداعي أن يبذل الأسباب، ويحرص على انتفاء الموانع، في هذه الظروف التي نعيشها، مع وجود الشبهات، كثرة الشبهات، بل ارتكاب كثير من المسلمين مع الأسف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015