استطاع أن ينام تلك الليلة من الحسد، صحيح، هذا يوجد يا إخوان! موجود بكثرة، وهذا سببه أن القلوب مدخولة، لكن هل يأثم بمجرد ذلك أم يكون هذا من حديث النفس المعفو عنه ما لم يتحدث أو ما لم يتكلم ويعمل؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
حديث نفس.
طالب:. . . . . . . . .
يعني إذا ما نام تلك الليلة مغموم؛ لأن صديقه وفق أو صاحبه أو أخاه وفق بامرأة صالحة، أو وفق بوظيفة وعمل، نقول: هذا حديث نفس ما لم يعمل أو يتكلم؟ هاه؟ أو أن نقول: هذا الذنب مرتب على هذا القدر والعمل والحديث قدر زائد على ذلك؟ لأن أدواء القلوب أعمال القلوب سواء كانت الممدوحة أو المذمومة محلها القلب، الأصل فيها أن محلها القلب، وجاء ذمها ومحلها القلب، وجاء مدح ما يمدح منها ومحله القلب، يعني لو أن شخصاً أحب شخصاً في الله، واستمر على ذلك إلى أن مات محبة شرعية خالصة، ولا أخبره أنه يحبه، ولا كلم أحد أنه يحبه يؤجر أو ما يؤجر؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يؤجر بلا شك، وقل مثل هذا في العكس؛ لأن هذه أعمال القلوب الأصل فيها أنها مستقرها القلب، ولا يلزم أن يتحدث بها، بل رتب الإثم عليه بمجرد انطواء القلب على هذه الخلة، كأن ابن الجوزي في صيد الخاطر يميل إلى أن الحسد لا يؤثر إلا إذا تكلم أو عمل بمقتضاه ويجعل هذا من حديث النفس.
اقرأ حديث ابن مسعود.
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)).
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
"وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سباب المسلم)) " سباب: مصدر سابب يسابب سباباً، مثل: قاتل يقاتل قتالاً، ومسابة ومقاتلة، والسب والشتم بمعنى واحد، فسب المسلم وشتمه وعيبه وذمه وشينه كله محرم.
والمسلم يشمل الحي والميت، وجاء النهي عن سب الأموات: ((لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا))، ((لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء))، ((اذكروا محاسن موتاكم)) وإذا كان يتأذى ويتأذى أهله فكيف يتأذى بنفسه فيسب وهو حي؟!