هذا متعذر، لكن يتمنى لأخيه من التوفيق ما يتمنى لنفسه في الجملة، سابقوا، سارعوا، أصل المسابقة أن يكون فيه سابق ومسبوق، فكيف تمتثل هذا الأمر وأنت تريد أن تصل مع أصحابك إذاً ما في سباق ولا مسابقة؟ نعم يراد بالنصوص الحث على التقدم وهو مطلوب من الجميع، من الجميع التقدم، لكن هل يطلب من الإنسان أن يكلف نفسه ويروض نفسه على أن يصلوا إلى الغاية سواء؛ ليحب ما يحب لنفسه؟ على كل حال الإنسان يسعى ويسدد ويقارب ويحرص أن يحقق أكبر قدر مما جاء، والقلوب السليمة قد يسهل عليها مثل هذا، أما القلوب المدخولة يستحيل عليها تحقيق مثل هذا، حتى جزم بعضهم أن تحقيق ما في هذا الحديث مستحيل؛ لماذا؟ لأنه يحكي واقعه وواقع من حوله، لكن القلب السليم يتحقق فيه مثل هذا، لا سيما وأنك ما عليك نقص ((حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)) يحب لنفسه بيت واسع يعني ما تحب لأخيك أن يكون بيته واسع؟ نعم؟ وبعض الناس يسعى جاهداً لكتمان ما عنده؛ لئلا يقلد فيصير الناس مثله، ما يصير له مزية حينئذٍ، ومع الأسف قد يوجد هذا بين طلاب العلم، يسمع فائدة من الشيخ يقيدها فلا يبوح بها لزملائه، ويُسأل عنها ويكتمها؛ ليتميز بها في الامتحان، هذا يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟! لا، المقصود أن مثل هذا كما قال أهل العلم يسهل على القلب السليم، وأما القلب المدخول فهو في غاية الصعوبة، وإذا كان هذا مفاد هذا الحديث فدلالته على ضده من باب أولى، على نفي الحسد والحقد الذي به يتمنى الإنسان زوال النعمة عن غيره، يعني: بدلاً من أن يحب لنفسه من يحب لغيره يتمنى أن تزول النعمة عن الغير هذا -نسأل الله العافية- أمره عظيم الذي هو الحسد والحقد على الناس، وإرادة الشر بهم، ويفرح إذا أصيبوا بمكروه، ويغتم إذا أصابهم شيء من السرائر، هذا لا شك أنه أشد مما جاء في هذا الحديث، يعني مما يفهم من هذا الحديث أنه إذا لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه ارتفع عنه كمال الإيمان، فكيف إذا أحب لغيره لأخيه أو لجاره الضر لكن بعض النفوس مجبولة على هذا، فيها شر، وفيها حسد، وفيه حقد، يتمنى باستمرار ويفرح إذا أصيب أحد، ويغيظه أن يصاب إنسان بخير، وإذا قيل له: إن فلان وفق بزوجة صالحة جميلة صينة دينة، ما