((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده)) في بعض الروايات: ((من والده وولده)) تقديم الولد لأنه في الغالب أحب من الوالد، هذا من باب المحبة الجبلية والشفقة والرحمة، في الغالب أن الولد يؤثر على الوالد جبلة، نعم، لكن شرعاً محبة الوالد أعظم من محبة الولد من حيث الشرع، أيضاً تقديم الوالد على الولد يقول أهل العلم: لأن كل إنسان له والد وليس كل إنسان له ولد، فلذا قدم الوالد في هذه الرواية ((والناس أجمعين)) من باب عطف العام على الخاص، والتصريح بالولد وهو يشمل الذكر والأنثى {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [(11) سورة النساء] والوالد هنا مفرد مضاف يشمل؟
طالب: الأب والأم.
الأبوين، لكن عقوق الأمهات يشمل الآباء؟ لا، لا يشمل، لكن النصوص الأخرى دلت على دخول الآباء، هنا: ((ولده ووالده)) عرفنا أن الولد يشمل بالنص {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ} [(11) سورة النساء] يشمل الذكر والأنثى، الوالد عندنا والد وعندنا والدة التي هي الأم، فإذا قلنا: والديه يدخل فيه الأم لأن النساء يدخلن في خطاب الرجال تبعاً في النصوص الشرعية، وقد جاء عن مريم أنها كانت من القانتين، في الدعاء الذي يسمع باستمرار ((اللهم اغفر لنا ولوالدينا)) هل يكفي أن نقول: ووالدينا، وتدخل الأم في الوالدين؟ أو نقول: لا بد من التثنية؟ {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [(28) سورة نوح]؟ بالتثنية، أو نقول: مفرد مضاف يشمل؟ نعم هو مفرد مضاف يشمل جميع الوالدين الذي هم الآباء، لكن ما تدخل الأم إلا في التثنية، وهنا قال: ((ووالده)) مفرد مضاف يشمل جنس الوالد الذي يدخل فيه الأم؛ لأنه ليس له إلا والد واحد، لكن إذا جمعنا الضمير وقلنا: ووالدين يشمل جميع الآباء، ولا يدخل فيهم الأمهات حتى نأتي بالتثنية {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [(28) سورة نوح].
((والناس أجمعين)) يعني من باب أولى، وهذا من عطف العام على الخاص للعناية بشأن الخاص، والاهتمام به.
نعم.
وعنه -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره)) أو قال: ((لأخيه ما يحب لنفسه)).