"وعنه" يعني عن أنس، صاحبي الحديث السابق "-رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمن أحدكم)) " والحديث الذي بعده: ((لا يؤمن عبد)) نفي الإيمان ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) النفي هنا لحقيقة الإيمان أو لكمال الإيمان؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني لو أن شخصاً لو قيل مثلاً: ما الضابط لمحبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- أكثر من النفس ومن الولد ومن الوالد والناس أجمعين؟ نقول: تقديم أوامر النبي -عليه الصلاة والسلام-، وتقديم شرعه ودينه على هؤلاء كلهم، لو تعارضت مصلحة الوالد أو الولد أو أي أحد من الناس مع الأمر الشرعي يقدم الأمر الشرعي، لكن لو قدر أن إنساناً قدم مصلحة الوالد أو الولد على الأمر الشرعي، فهل نقول: ((لا يؤمن أحدكم)) نفي للإيمان بالكلية أو نفي لكمال الإيمان؟ ((لا يؤمن أحدكم)) الإيمان الكامل، ويبقى أن إيثاره لهذه المعصية وهذه المخالفة قدح في الإيمان، لكنها لا ترفع الإيمان بالكلية كشأن سائر المعاصي، ماذا نقول؟ معصية من المعاصي، إذا قال له أبوه: افعل كذا في وقت الصلاة، الصلاة تقام ويقول: لا، افعل هذا قبل، وتنظر فإذا العمل يستوعب الصلاة كلها، ما تنتهي إلا والصلاة انتهت، وافترض أن هذا يستوعب وقت الصلاة كله، لا تصلي إلا أنت موظباً السيارة مثلاً، توظيب السيارة يحتاج إلى ثلاث ساعات يطلع الوقت، يقول: لا، ما يمكن، الأصل أن يقدم طاعة الله وطاعة رسوله -عليه الصلاة والسلام- على طاعة الوالد، لكن إذا قدم وفعل وعصى وآثر محبة أو طاعة الوالد على طاعة الله ورسوله هل يكفر بهذا؟ هل يرتفع عن الإيمان بالكلية؟ لا، لا يرتفع عنه الإيمان بالكلية.