التصوف ليس بلفظ شرعي، ولم يرد به دليل، بينما الزهد جاءت به الأدلة، فمن كان على الجادة وصار يعبد الله -جل وعلا- ويعمل بما يعلم، ويقبل على الآخرة، ويترك ما لا يحتاجه من أمور الدنيا هذا الزاهد، فالزهد لفظ شرعي، وأما التصوف فليس بلفظ شرعي، لكن من أهل العلم من يطلقه بإزاء الزهد، كالحافظ أبي نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء أطلق التصوف وأراد به الزهد، ونسبه إلى سادات الأمة حتى العشرة المبشرين بالجنة وكبار الصحابة ذكر عنهم على طريقته السجعية يترجم: ومنهم فلان بن فلان الكذا، ثم يردف ما يدل على أنه متصف بهذه الصفة التي هي التصوف، لكن الاقتصار على الألفاظ الشرعية هذا هو الأصل، فضلاً عما إذا كان غير اللفظ الشرعي يحتمل معنىً صحيحاً، ومعانٍ غير صحيحة، فإذا كان يحتمل أكثر من معنى صحيح وغير صحيح لا يجوز ارتكابه، لا سيما وأن البديل لفظ شرعي جاءت به النصوص.
يقول: ما رأيكم في بعض طلاب العلم الذي يمشون في المسجد الحرام بالأحذية؟
الأصل أن الصلاة بالحذاء سنة ((خالفوا اليهود صلوا في نعالكم)) لكن إذا ترتب على الدخول بالحذاء تلويث المسجد، أو تلويث فرش المسجد يمنع من هذه الحيثية، وإذا تأكد الإنسان أن حذاءه نظيف ودلكه قبل دخول المسجد لا مانع من الدخول به، على أن بعض أهل العلم يخص المسجد الحرام والمسجد النبوي والأماكن المقدسة بعدم الدخول بالحذاء؛ لأن موسى -عليه السلام- أمر بخلع نعاله؛ لأنه بالوادي المقدس، فالأماكن المقدسة مقيسة على الوادي المقدس يؤمر الإنسان بخلع حذائه، هذا ما قاله بعض أهل العلم، وإلا فالأصل النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((خالفوا اليهود صلوا في نعالكم)) وهو في مسجده في المدينة.
إذا كان يحدث شيء من الفوضى، وشيء من الإشكالات فإن مثل هذا يتقيه الإنسان، لا سيما طالب العلم الذي هو قدوة للناس لا يحدث شيء يثير الناس عليه، ويجعل الناس يزدرونه أو ينسبونه إلى عدم تعظيم شعائر الله وحدود الله، مثل هذا ينبغي لطالب العلم أن يتقيه بقدر الإمكان؛ لأن بعض الناس أحياناً قد يتذرع بأنه يتضرر إذا مشى على البلاط دون حذا، وكذلك المشي على البلاط مضر في أي وقت من الأوقات، لكن تكفي عن الحذاء الجوارب.