[قال المؤلف رحمه الله تعالى] هذا من كلام الشارح: (بسْمِ اللهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيْمِ) هذا من كلام الأخضري رحمه الله تعالى في مقدمة السلم، وجرى على ما شاع وذاع عند أهل العلم من افتتاح المنظومات، وإن كانت شعرًا بالبسملة، والشارح رحمه الله تعالى تكلم على مفردات البسملة كما هو العادة عندهم أنهم لا يتركون شيئًا من ألفاظ المتن. [أي أؤلف]، ... (بسْمِ اللهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيْمِ) أي أؤلف مستعينًا ببسم الله)، هنا قال: ... [أؤلف]. وأي هذه تفسيرية، وهنا استعملها في مقام تفسير المركب، لأن التفسير هنا للجملة ما معنى بسم الله الرحمن الرحيم؟ معناها أؤلف مستعينًا بسم الله، والأصل فيما يفسر به المركب أن يؤتى بلفظ يعني، هذا الأصل فيه، لكن قد يتوسع بعض أهل العلم في إطلاق أي التفسيرية التي تكون في الأصل للمفردات في موضع تفسير المركبات، والعكس بالعكس. [أي أؤلف]، [أؤلف] أرد أن يفصح عن المتعلق الذي تعلق به الجار والمجرور لأن (بسْمِ) هذا جار مجرور، والباء هنا حرفٌ أصلي حينئذٍ لابد له من متعلقٍ يتعلق به.

ما هو هذا المتعلق؟ قدَّرَهُ المصنف هنا فعلاً، وقدره خاصًا، فعلاً لأن الأصل في العمل للأفعال، وخاصًا يعني: ليس عامًا، لأنه أدل على المقصود [مستعينًا]. هذا تفسير لمعنى الباء [بسْمِ اللهِ] ما المراد بالباء هنا؟ قال: المراد بها الاستعانة، [أؤلف مستعينًا بسم الله] وقدم هنا [أؤلف] حال كوني [مستعينًا] هذا حالٌ من فاعل أؤلف أؤلِّف أنا حال كوني مستعينًا قدم أؤلف مستعينًا على بسم الله والعكس هو الأصح أن يقال: أي بسم الله أؤلف حال كوني مستعينًا، ليدل على القصر والحصر وهو: إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه. أي: بسم الله لا بسم غيره، وهذا إنما يؤخذ من التقديم والتأخير قوله: [أؤلف مستعينًا بسم الله]. لو أخر [أؤلف مستعينًا] لكان أولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015