[والاسم] في قوله: [بسم]. [مشتقٌ من السمو]، وعلى المذهب الصحيح، وهو مذهب البصريين بمعنى العلو. [والله] الذي هو المضاف إليه، لأن الاسم مضاف ولفظ الجلالة مضافٌ إليه، [عَلَمٌ على الذات الواجب الوجود المستحق بجميع المحامد] الله علم ولا شك أنه أعرف المعارف، وعلى الصحيح أنه علمٌ مشتق بمعنى أنه يدل على ذاتٍ وصفةٍ، وقد غلط من قال: بأنه علمٌ جامد يدل على الذات فقط. وهذا غلط، ولذلك ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: من نسبه إلى سيبويه فقد أخطأ عليه خطئًا بالغًا. [علمٌ على الذات]، [الذات] بمعنى ما قام بنفسه، يعني: يقابل الصفة ويرادف النفس، هذا المراد في مثل هذا المواضع، [علمٌ على الذات] إذًا هي المسمى، وإذا كان كذلك فحينئذٍ يكون الذات هنا مرادفٌ للنفس ما قام بنفسه وهي مولدة ليست عربية لأنها في لسان العرب إنما تستعمل في مقابلة ذو التي بمعنى صاحب، تقول: رَأَيْتُ ذَا عِلْمٍ وَذَاتَ عِلْمٍ. كما تقول: رَأَيْتُ ذَا عِلْمٍ. يعني: صاحب علمٍ، وذات علمٍ يعني: صاحبة علم، هذا الأصل تستعمل في لغة طي بمعنى التي، وهذان استعمالان مشهوران في لسان العرب، وأما إطلاق الذات بمعنى النفس كما يقال: جَاءَ زَيْدٌ نَفْسُهُ، جَاءَ زَيْدٌ ذَاتُهُ. وهذا اصطلاحٌ مولدٌ وهو من بدع أهل الكلام، حينئذٍ استعمله بعض من هو على جادة عقيدة السلف فيحمل على معنى الإخبار لأنه صفة لله عز وجل، فإذا قيل: الله ذاتٌ، أو الله علمٌ على الذات. يكون من باب الإخبار لا من باب الصفات، لأن باب الصفات توقيفي بمعنى أنه لا بد له من دليلٍ يثبت به اللفظ، وهذا اللفظ من حيث المعنى وهو ما يقابل الصفة نقول: المعنى صحيح ثَمَّ ذاتٌ موصوفةٌ بصفات، إذ العقل يستلزم أن يكون ثَمَّ صفة وموصوف، إذًا ما هو الموصوف؟ لا بد أن يكون مغايرة في الجملة للذات للصفة حينئذٍ نقول: لفظ الذات إطلاقه في الأصل أنه إطلاقٌ بدعي، ولكن استعمله أهل العلم كشيخ الإسلام رحمه الله تعالى وابن القيم، وغيرهما.