وأفضل ما جرى في عهده رضي الله عنه قتال الخوارج الذين بشَّرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن قاتلهم بالأجر العظيم، فلما قاتلهم عليٌّ رضي الله عنه ووَجَدَ الرَّجلَ المُخْدَج فرحَ بذلك وسرَّه (?)؛ لما ورد في الحثِّ على قتال الخوارج والترغيب في ذلك والثناء على مَن قاتلهم، وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ من الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ» (?)، فهذا نصٌّ صريحٌ على أنَّ عليَّاً أولى بالحق من غيره، ولا خلاف بين الأمة كلِّها أنَّه كان أولى بالأمر حتى عند مَن خالَفَه كمعاوية رضي الله عنه ومَن معه من أهل الشام هو أولى بالأمر عندهم، فهم لا يدَّعون أنهم أولى بالأمر منه، لكنهم توقَّفوا وامتنعوا من المبايعة لبعض الشبهات التي عرضت لهم.
قال الناظمُ رحمه الله:
في هذا البيت وصف الناظمُ رحمه الله عليَّاً رضي الله عنه بثلاث صفات:
1. أنه زوج فاطمة البتول رضي الله عنهما.
2. وأنه خير من وطئ الحصى بعد الثلاثة.
3. وأنه الكريمُ المَحْتِدِ.