لَيْلَتَهُمْ، أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فلما أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهم يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ: أَيْنَ عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ؟ ... فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ ...» (?).
فهذا نصٌّ على فضلِ عليٍّ رضي الله عنه وأنَّه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُه، وفي هذا رَدٌّ على الخوارجِ الذين يكفِّرُونَه، والنَّوَاصِبِ الذين يسبُّونَه.
ومنها أيضاً: أنه أفضل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، فهو أفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي.
ومن فضائله: أنَّه صِهْرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على ابنتِه فاطمةَ فُضْلَى بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بل فُضْلَى نساءِ هذه الأُمَّة، بل هي سيِّدَةُ نساءِ أهلِ الجنَّة كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها (?).
وقد وليَ عليٌّ رضي الله عنه الخلافةَ بعد مقتل عثمان رضي الله عنه سنة 35 هـ، فبعد ما قُتل عثمانُ رضي الله عنه اضطربت الأُمَّةُ وافترقت، وبايع جمهورُهم عليَّاً رضي الله عنه، ولكن الأمة لم تتفق على مبايعته، فقد امتنع من ذلك أهلُ الشام لشبهاتٍ عَرَضَت لهم، فولي رضي الله عنه الأمرَ قرابةَ خمس سنين،