وقوله: «صِهْرَ مُحَمَّدِ» قد سبق الكلامُ على هذه المصاهرة في البيت السابق.
فالمقصود أنَّ الناظمَ رحمه الله أثنى على عثمانَ رضي الله عنه هذا الثناء العاطر، ونَعَتَهُ بهذه الأوصاف، وهو أهلٌ لذلك رضي الله عنه وأرضاه.
قال الناظمُ رحمه الله:
يقول الناظمُ رحمه الله مبيِّنَاً مراتبَ الخلفاءِ الرَّاشِدِين: «قَالُوا: فَرَابِعُهُمْ؟» يعني بعدما ذكرتَ الخلفاء الثلاثة أبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ رضي الله عنهم، فمَن يكون رابعهم إذن؟
وقوله: «فَقُلْتُ مُبَادِرَاً» يعني: قلتُ مُسَارِعاً إلى الجواب دون توقُّفٍ ولا تردُّدٍ؛ وذلك لأنَّ المسألةَ واضحةٌ، والحقَّ فيها بيِّنٌ، ورابعُ الخلفاءِ معروفٌ ومعيَّنٌ، وهو عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه.
وقوله: «مَنْ حَازَ دُونَهُمُ أُخُوَّةَ أَحْمَدِِ» يعني أُخُوَّةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمؤمنونَ كلُّهُم إِخوة، وأصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هم إِخوَتُه وأصحابُهُ، ولكن مَن قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَنتَ أَخِي» فله في هذه الإضافة فضيلةٌ على غيرِه كما قال سبحانه وتعالى في شأنِ أبي بكرٍ رضي الله عنه يومَ كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ} [التوبة: 40]، فنصَّ سبحانه وتعالى على أنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه صاحبٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أنَّ صفَةَ «الصُّحْبَة» مشتَرَكةٌ بين عمومِ الصَّحَابةِ رضي الله عنهم، لكن خُصَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه بالنصِّ عليه من الله عز وجل ومن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحبُه، وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «هل أنتم تَارِكُوا لي صَاحِبِي» (?)، وهكذا عليٌّ رضي الله عنه جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذيُّ