قال الناظمُ رحمه الله:
هذا زيادةُ توضيحٍ، وإلا فقد وَضَحَ بما ذُكِرَ من صفاتِه رضي الله عنه.
قوله: «أَعْني ابنَ عَفَّانَ الشَّهِيدَ» الذي قتله البُغَاة الطُّغَاة، قتلوه وهو يتلو كتاب الله، بعد ما حاصروه في داره أياماً، ومنع رضي الله عنه الصحابةَ من الدِّفَاع عنه؛ لأنَّه لا يريدُ أن يُسفكَ في سبيله دمُ مسلمٍ، فما زال به رءوسُ الفتنةِ حتى اقتحموا عليه داره فقتلوه.
وقد أشار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى هذا في الحديث الصحيح لما قال لأبي موسى رضي الله عنه: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه»، فلما أبلغه أبو موسى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من البشارة مع البلوى، قال: «الله المستعان» (?).
وقوله: «وَمَنْ دُعِي في النَّاسِ: ذَا النُّورَينِ» هذا لقبٌ مشهورٌ لعثمان رضي الله عنه، ويَرِدُ على لسانِ كثيرٍ من أهلِ العلم والمؤرخين، فهو معروفٌ بـ «ذي النُّورَين»، وقيل: إنه لُقِّبَ بهذا لزواجه من ابنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا اللَّقب ليس مأثوراً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم، لكنَّه مما عُرِفَ به عند كثيرٍ من المؤرِّخين وأهلِ العلمِ، واشتَهَرَ إطلاقُه عليه.