ويقابلهم الخوارج وخصوصاً في موقفهم من أهل البيت، وبالأخص في علي رضي الله عنه فإنهم يكفرونه.

ومن مذهب الرافضة الباطل طعنهم في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وطعنهم في خلافتهم.

فالرافضة منهم من يكفر الشيخين ويكفر جمهور الصحابة، ومنهم من يسب أبا بكر وعمر ويصفهما وسائر الصحابة بالظلم، وأنهم ظلموا علياً رضي الله عنه واغتصبوا حقه.

وأما أهل السنة والجماعة فهم بين هؤلاء وهؤلاء، هم وسط بين الرافضة والخوارج النَّواصب الذين ينصِبُون العَدَاوة لأهل البيت.

فالناظمُ رحمه الله يريد أن يبين في هذه الأبيات مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصاً الخلفاء الراشدين.

فقال رحمه الله: «قَالُوا: فَمَنْ بَعْدَ النَّبِيِّ خَلِيفَةٌ؟» يعني من هو المستحق للخلافة بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟.

فأجاب رحمه الله بقوله: «قُلتُ: المُوَحِّدُ قَبْلِ كُلِّ مُوَحِّدِ» ويعني به خليفةَ رسولِ الله أبا بكر الصديق رضي الله عنه.

وفي هذا الجواب إشارةٌ إلى سَبْقِ أبي بكرٍ رضي الله عنه إلى الإسلام، وأنَّه أول مَنْ آمن بالرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأول مَن دخل في الإسلام -قيل من الرجال-.

فهو رضي الله عنه الخليفةُ بحقٍّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما الرَّافضةُ فيقولون هو الخليفةُ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لكن بغير حقٍّ، وهو ظالم مغتَصِبٌ هو ومَن بايعه، فالأحقُّ بالخلافةِ -عندهم- هو عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، وكلُّ مَن وليَ الخلافةَ قبلَهُ فهو معتَدٍ وظالمٌ، فهذه هي عقيدةُ الرَّوافض في خلافةِ الخلفاءِ الثلاثة رضي الله عنهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015