وأما أهل السُّنَّة فعندهم أن أبا بكر هو الخليفةُ بحقٍّ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فهو أحقُّ النَّاس بالخلافةِ وولايةِ الأمرِ بعد الرَّسول صلى الله عليه وسلم.

واختلف أهل السنة في خلافة أبي بكرٍ رضي الله عنه هل ثبتت بالنصِّ الجلي، أم بالنصِّ الخفي والإشارة، أم بالاختيار.

فذهب شيخُ الإسلام ابن تيمية إلى أنها ثبتت حُكماً بالنص على أبي بكرٍ، لكن قد يكون ذلك بالنص الجلي، أو بالنص الخفي والإشارة، وثبتت فعلاً بالاختيار، وذلك بمبايعة الصحابة من المهاجرين والأنصار لأبي بكرٍ في سقيفةِ بني سَاعِدَة، فصارَ خليفةً فعلاً بمبايعة الصحابة له (?).

قال الناظمُ رحمه الله:

32. حَامِيهِ في يَومِ العَرِيشِ وَمَنْ لَهُ ... في الغَاِر أَسْعَدَ يَا لَهُ مِنَ مُسْعِد

في البيت السابق أشار الناظمُ رحمه الله إلى سَبْقِ أبي بكرٍ رضي الله عنه إلى الدخول في الإسلام وذلك بقوله: «المُوَحِّدُ قَبْلِ كُلِّ مُوَحِّدِ».

وفي هذا البيت ذكر له مناقب أخرى، فقال: «حَامِيهِ في يَومِ العَرِيشِ» ويريد بـ «العريش» ما حصل في غزوة بدر، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في عريشٍ له يدعو ربه ويناشده ويستغيث به، وأبو بكرٍ عند ظهره ويحميه، ولما رأى شدة إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه قال: يا نبيَّ الله كَفَاك مُنَاشَدَتُكَ ربَّكَ فإنه سَيُنْجِزُ لك ما وَعَدَكَ فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015