وقوله: «بِغَيرِ تَبَلُّدِ» يعني: بغير تَحَيُّرٍ ولا تَرَدُّدٍ ولا شكٍّ.
وهذه الجملة يحتمل أن تكون حالاً من قوله: «فَقُلتُ مُجَاوِبَاً»، فهي إما حالٌ من الضمير المتَّصِل في قوله: «فَقُلتُ»، أو حال من الضمير المُسْتَكِنِّ في قوله: «مُجَاوِبَاً»، أي: قُلتُ مُجَاوِبَاً من غير تَبَلُّدٍ مني ولا تَحَيُّرٍ ولا ترددٍ في ذلك.
ويحتمل أن تكون صفةً للتصديق، أي: تصديقٌ بلا تَرَدُّدٍ ولا شكٍّ.
فالجارُّ والمجرور إما حالٌ من الضميرِ المتَّصِل أو المستَكِنّ في قوله: «مُجَاوِبَاً»، أو هو صفةٌ للتصديق.
قال الناظمُ رحمه الله:
بعد أن فرغ الناظمُ رحمه الله من ذكر بعض المسائل المتعلِّقة بصفات الله عز وجل، وذكر ما يتعلق بالقدر والإيمان، انتقل في هذه الأبيات إلى ما يتعلق بالصحابة الكرام رضي الله عنهم.
وهذه القضايا التي عرض لها الناظمُ رحمه الله، وهي: «الصفات»، و «القدر»، و «الإيمان»، و «الصحابة» تُعَدُّ من أهمِّ القضايا التي وقع فيها النِّزَاع وافترقت فيها الأُمَّةُ فِرَقاً متعدِّدة.
وأصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم انقسم النَّاسُ فيهم، وافترقت فيهم الأُمَّةُ فرقاً.
فالرَّافضةُ يبغضون جمهور الصحابة، ويطعنون فيهم ويسبونهم، ومنهم من يكفرهم كلَّهم إلا نفراً قليلاً منهم مثل: سلمان الفارسي، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري رضي الله عنهم، وكذلك من يغلون فيهم من أهل البيت.