ومسألة «الإيمان» من المسائل التي وقع فيها اختلاف بين الناس، وافترقت فيها الأمة على مذاهب متعدِّدةٍ.
فالجهميَّة يقولون: الإيمانُ هو المعرفة.
والأشاعرة يقولون: هو التصديق.
والمرجئة يقولون: هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان.
والكَرَّامِيَّة يقولون: هو الإقرار باللِّسان فحسب، من غير اعتبارٍ لتصديقِ القلب.
وأهل السنة والجماعة يقولون: هو قولٌ وعملٌ، وبتعبيرٍ آخر: هو اعتقادٌ بالجَنَان وإقرارٌ باللِّسان وعملٌ بالأركان (?).
فقوله: «قَالُوا: فَمَا الإِيمانُ؟» يعني ما مُسَمَّى الإيمانِ عندك؟.
ثم أجاب الناظم رحمه الله عن هذا السؤال بقوله: «عَمَلٌ وَتَصْدِيقٌ» يعني أنَّ الإيمانَ عملٌ وتصديقٌ.
وجواب الناظم هنا مطابقٌ لمعتقد أهل السنة والجماعة، يعني: أنَّه عملٌ بالجوارح، ومنها اللِّسان، وتصديقٌ بالجَنَان، فهو قولٌ وعملٌ، وهذا من أحسنِ ما وَرَدَ في هذه المنظومةِ وأوضحِه.