فأجاب الناظم بقوله: «قُلْتُ: مَا مِنْ عَالِمٍ إِلاَّ بِعِلْمٍ مُرْتَدِ» يعني: كلُّ مَن قيل عنه إنَّه عالِمٌ فلا بد أن يكون العِلْمُ صفةً له، خلافاً للمعتزلة الذين يقولون: عليمٌ بلا علمٍ، سميعٌ بصيرٌ بلا سمعٍ ولا بصرٍ، وهذا بناءً على أصلهم الفاسد في إثبات الأسماء ونفي الصفات، فلما كان أصلُ مذهبهم نفي صفات الباري سبحانه وتعالى وإثبات الأسماء أثبتوا الأسماء ونفوا ما تدل عليه من المعاني.

ففي هذا البيت رَدٌّ لمذهبِ المعتزلة، وتحقيقٌ للمذهب الحق في أن أسماءه تعالى متضمنةٌ للصفات، فكلُّ اسمٍ متضمِنٌ لصفةٍ، فالاسم من أسماء الله يدل على ذات الله، وعلى صفته بالمطابقة، وعلى أحدهما بالتضمُّن، وعلى ما يستلزمه هذا الوصف بطريق اللزوم (?).

فاسمه «العليم» مثلاً يدل على ذات الله، وعلى صفة العلم بالمطابقة، وعلى أحدهما بالتضمن، ويدل على صفة «الحياة» بطريق اللزوم، فإنَّ العلمَ مستلزم للحياة.

وعلى هذا فتكون أسماء الله مترادفةً في دلالتها على الذات، فتقول: العليم هو العزيز، وهو الحكيم، وهو القدير؛ لأنَّ المسمَّى بها واحدٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015