ومتباينةً في دلالتها على الصفات، فيصح أن تقول: العليمُ غير الحكيم، والعزيزُ غير القدير، والسميعُ غير البصير، وذلك بالنظر إلى اختلاف معاني هذه الأسماء.

وقوله: «مَا مِنْ عَالِمٍ إِلاَّ بِعِلْمٍ مُرْتَدِ» «مُرْتَدِ» كأنَّه أخذها من الرِّدَاء، أي: متصِفٌ بالعلمِ، فالعلمُ صفةٌ قائِمَةٌ بالله عزَّ وجَلَّ، فلا يُعقَل أن يوجد عالِمٌ بلا علمٍ، فكل مَن وُصِف بأنه عالِمٌ أو عليمٌ فلا بد وأن يكون العلمُ صفةً له قائمة به.

وبهذا يُعلم أن أسماء الله عز وجل ليست أعلاماً محضةً، كما هو مقتضى قول المعتزلة من أن أسماء الله أعلامٌ محضةٌ لا تدل على معانٍ، بل الصحيح أنها أعلامٌ وصفاتٌ، فـ «الرحمن» عَلَمٌ على الرَّبِّ، وهو أيضاً صفةٌ له سبحانه وتعالى.

ونظير هذا أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها أعلامٌ وصفاتٌ فاسمه صلى الله عليه وسلم «محمَّد» ليس كاسم «محمَّد» من سائر الناس، فأسماء الناس هي أعلامٌ فقط، لا تدل على صفة، أما اسم الرسول صلى الله عليه وسلم «محمَّد» فإنَّه عَلَمٌ على شخصه صلى الله عليه وسلم، ودالٌ على كثرة محامِدِه وكثرة ما يُحمد، فـ «محمَّد» اسمٌ مفعولٌ من حُمِّد، وهكذا اسمه «أحمد» هو أفعل تفضيل من الحمد، فهو صلى الله عليه وسلم أحمدُ من غيره، أي أكثر حمداً لله عز وجل من غيره، وأكثر من غيره حَمْدَاً، يعني: حَظُّهُ من حَمْدِ النَّاس له أكثر من غيرِهِ.

فاسمه «أحمد» قيل: إنَّه مشتقٌ من حُمِد، وقيل: مشتقٌ من حَمِد، وكلا المعنيين صحيحٌ في حقِّه صلى الله عليه وسلم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015