وأما أهل السنة فيثبتون له الصفات الفعلية الاختيارية، ومعنى أنها «اختيارية» يعني أنها متعلقة بمشيئته سبحانه، فهذا هو ضابط الصفات الفعلية الاختيارية.

قال الناظمُ رحمه الله:

21. قَالُوا: فَكَيفَ نُزُولُه؟ فَأَجَبْتُهُمْ: ... لَمْ يُنْقَلِ التَّكْيِيْفُ لِي في مُسْنَد

هذا السؤال متعلق بالمسألة السابقة، وهي مسألة «النزول».

فقال رحمه الله: «قَالُوا: فَكَيفَ نُزُولُه؟» يعني: إذا كنتَ تُثْبِتُ النزول لله عز وجل فبيِّن لنا كيف يَنْزِل؟ هذا هو السؤال.

فأجابهم بقوله: «فَأَجَبْتُهُمْ: لَمْ يُنْقَل التَّكْيِيْفُ لِي في مُسْنَدِ» أي: إن كيفية نزول الرب عز وجل لم تُنْقَل لنا في خبرٍ مُسْنَدٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وما دام الأمر كذلك فيجب علينا أن نمسك عن الخوض في الكيفية، فنؤمن بنزوله سبحانه ونثبت له ذلك، ولكننا لا نعلم كيفية نزوله إذ لم ينقل لنا تكييف نزوله في خبرٍ من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقوله: «في مُسْنَدِ» أي: في حديثٍ مُسْنَدٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم.

و «الحديثُ المسْنَدُ» في اصطلاح أهل الحديث (?) هو: الخبر المنقول بسندٍ متصلٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلا بد فيه من اتصال السند، وأن يكون مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذان البيتان في إثبات صفة النزول، ونفي التكييف، هما من أوضح ما جاء في هذه القصيدة، ففي البيت الأول أثبت رحمه الله النزول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015