فأهلُ السنة والجماعة يثبتون النزول حقيقةً، ويقولون: إن الله عز وجل ينزل كيف شاء إذا شاء.

فليس المراد -عندهم- من قوله صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا» (?) تَنَزُّلُ رحمتُه، أو ملائكتُه، أو أمرُه، أو نحو ذلك مما يقوله المبتدعة، بل هذا تحريفٌ للكَلِمِ عن مواضعه، إذ كيف يصح أن يقال هذا مع قوله سبحانه وتعالى إذا نَزَلَ: «مَن يدعوني فأستجيب له؟، مَن يسألني فأعطيه؟، مَن يستغفرني فأغفر له؟»، فالملَكُ لا يجوز له أن يقول: «من يدعوني .. من يسألني .. من يستغفرني ..»!!، وكذلك الرحمة ليست شيئاً قائماً بنفسه حتى تتكلَّم، فهذا نصٌّ قاطعٌ بأنَّ الذي ينزل هو الله عز وجل، وأنه هو الذي يقول إذا نزل: «من يدعوني ... ، من يسألني ... ، من يستغفرني ...».

فالناظم أجاب عن السؤال بجوابٍ يتضمَّن أنه ممن يثبتُ النزول ويقرُّ به.

والنزولُ صفةٌ فعليَّةٌ بلا شك؛ لأنها تتعلق بمشيئة الله سبحانه، فنقول: إنه سبحانه وتعالى ينزل إذا شاء، وليس «النزول» عبارةٌ عن شيءٍ، أو عن معنى قائمٍ بالرب، لم يزل ولا يزال، بل هو فعلٌ يقوم به سبحانه وتعالى إذا شاء كيف شاء.

فالذين ينفون جميع الصفات ينفون صفة «النزول» كغيرها، وهناك من ينفي الصفات الفعلية الاختيارية، ومنها: «النزول» كالأشاعرة، فإنَّ المشهور من مذهبهم هو نفي الصفات الاختيارية، كالنزول، والاستواء، والغضب، والرِّضَا، وهذا يجعلهم يتأوَّلُون صفة النزول بنزول المَلَك، أو نزول الرَّحمة، أو ما أشبه ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015