الإلهي الذي نقلته الثقات، وتواتر ذكره عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وفي البيت الثاني نفى العلم بالكيفية، وهذا هو الواجب في هذه الصفة وفي كل الصفات، الإثبات مع نفي التمثيل ونفي العلم بالكيفية، وهو المراد بقول أهل السنة: «بلا تكييف».
وفرقٌ بين نفي الكيفية، ونفي العلم بالكيفية.
فلصفات الله كيفيةٌ لا يعلمها غيرُه سبحانه، كما قال الإمامُ مالكٌ وغيرُه: «والكيفُ مجهولٌ» فلم ينف الكيفية بل نفى العلم بها، فنزول الله عز وجل له كيفية، لكننا لا نعلمها، واستواؤه سبحانه على العرش له كيفية، ولكننا لا نعلمها، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله في جوابِه المُسَدَّد: «الاستِوَاءُ مَعْلومٌ، والكَيفُ مَجْهُولٌ» (?) فالاستواء له معنى معروف في اللغة العربية، والله خاطب عباده بلسانٍ عربيٍّ، فنحن نثبته بمعناه المعروف عند العرب، ولكن كيفية استوائه سبحانه مجهولة لنا، فهكذا نقول في نزوله سبحانه.
فإذا قال القائل: كيف النزول؟ قلنا له: (النزول معلوم) أي: أن له معنىً معقولاً، فالنزول فيه معنى الدُنُوّ والاقتراب، والله تعالى وهو فوق سماواته على عرشه يَقْرُبُ من خلقه إذا شاء كيف شاء، ولا يصح أن نطلق للعقول العنان في التفكير في كيفية نزول الله عز وجل، بل لا يجوز أن نفكر في كيفية النزول، وأيضا لا يجوز أن نفكر في ذات الله سبحانه، وهنا أصلٌ ذكره أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (?)