المرشِد، وحَذَفَ النَّاظِمُ جملةَ (عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّه) من الجواب اكتفاءً بورودها في السؤال.

وقوله: «بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ المُرْشِدِ» أي: بنظر العقلِ المستقيمِ المرشِد إلى المطلوب، وذلك بالتفكر في مخلوقات الله، ولا شك أن النظر والتفكر في مخلوقات الله طريقٌ إلى معرفة الله عز وجل.

فمعرفة الله عزَّ وجلَّ تحصل بثلاثةِ طُرُق:

1. بالفطرة.

2. وبالعقل، وذلك بالنظر والتفكر في مخلوقات الله عز وجل.

3. وبالوحي.

لكنَّ المعرفة الحاصلة بالفطرة وبالعقل هي معرفةٌ إجماليةٌ، فالعبدُ يعرفُ رَبَّه بمقتضى الفطرة، فهو مفطورٌ على أنه لا بد له من خالقٍ، بل لا بد لهذا العالم كله من خالق، وهذا أمرٌ فِطْرِيٌّ.

ثم إنَّ النظر في السموات والأرض والتفكر فيهما مما تحصل به معرفة الله عز وجل، فهذا العالم لا بد له من خالقٍ وصانِعٍ، وصانِعُه قادرٌ وحكيمٌ وعليمٌ وهكذا.

فالنظرُ الصحيحُ طريقٌ من طُرُقِ المعرفةِ، لكنَّ الطريقَ الأعظم لمعرفة الله معرفةً تفصيليةً هو بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأفعاله الحكيمة المتضمنة للحكمة والعدل والرحمة.

وهذه المعرفة طريقُها الوحي الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)} [سبأ:50] ولهذا سمى اللهُ الوحيَ الذي بعث به محمَّداً صلى الله عليه وسلم نوراً ورُوْحَاً؛ لأنه هو الذي به الإبصار التام، قال الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015