فهو يستثير هممهم بوصف هذا النوع من طلاب العلم بالجد والاجتهاد وطلب المعالي، والصبر والمصابرة وسهر الليالي.

قال الناظمُ رحمه الله:

11. قالوا: بِمَا عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّهُ؟ ... فَأَجَبْتُ: بِالنَّظَرِ (?) الصَّحِيحِ المُرْشِد

هذا أول الشروع في المقصود، وقد ذكر الناظمُ رحمه الله المسائلَ التي قصد بيانها بطريقة السؤال والجواب، فكل بيت فيه سؤال وجواب.

قوله: «قالوا: بِمَا عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّهُ؟» «بِمَا» لعل الإشباع هنا للوزن، وإلا فالأصل أن «ما» الاستفهامية إذا دخل عليها حرفُ الجَرِّ -كاللام أو الباء مثلاً- تُحْذَف أَلِفُهَا، فيقال: «بِمَ» و «لِمَ».

و «المُكَلَّف» في اصطلاح الأصولين هو: الإنسانُ العاقلُ البالغُ.

وهذا الذي ذكره الناظمُ رحمه الله هنا هو من جنس قول الشيخ محمد بن الوهاب رحمه الله في «الأصول الثلاثة»: (إذا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفتَ رَبَّكَ؟ فَقُل: بآياتِه ومخلوقَاتِه).

ولَمَّا ذكر الناظمُ رحمه الله السؤال عقَّبه بذكر الجواب فقال: «فَأَجَبْتُ بِالنَّظَرِ الصَّحِيحِ المُرْشِدِ» أي: عَرَفَ المكَلَّفُ رَبَّه بالنظر الصحيح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015