وروى محمد بن حبيب هذا البيت في هذا الموضع وليس هو موضعه عند يعقوب وغيره:
كأن الثريَّا عُلقت في مَصَامِها ... بأمراسِ كَتّان إلى صُمّ جَنْدلِ
قال: شبه تحجيل الفرس في بياضه وصفائه بنجوم شدت بحجارة، فشبه الحوافر بالحجارة.
والسراة اسم كأن، ولدى البيت محل، ومداك عروس خبر كأن، والصلاية نسق على مداك.
(كأَنَّ دِماءَ الهادياتِ بنَحْرِهِ ... عُصارةُ حِنَّاءٍ بشَيب مُرجَّلِ)
الهاديات: المتقدمات. والهوادي من الإبل والخيل والحمر ومن كل شيء: أوله. ويقال: مررت
بهودى الحمر. وجاءت الخيل يهديها فرس فلان، وجاءت الحمر يهديها فحلها. قال علقمة:
يَهدِى بها أكلَفُ الخَدَّيَنِ مُخْتَبرٌ ... مِن الجمال كثير اللَّحم عَيثومُ
أراد إنه يلحقها فيطعنها فتصيب دماؤها نحره. ويقال: القدم تهدى الساق، أي تتقدمها. قال طرفة:
لعبِتْ بَعدِىَ السيولُ به ... وجَرَى في رَونَق رِهَمُهْ
للفتى عَقْلٌ يَعيشُ به ... حيثُ تهدِى ساقَه قَدمُه
وقال الآخر:
إذا لم يجتْرِزْ لبَينهِ لحماً ... غَريضاً من هوادي الوحش جاعُوا