(أَلاَ أَيُّها اللَّيلُ الطَّويلُ أَلاَ انْجَلِى ... بصُبْحٍ وما الإِصباحُ فِيكَ بأَمثَلِ)
معناه أنا معذب فالليل والنهار على سواء. وروى ابن حبيب:
... ألا انجلى ... وأنْ كنتَ قد أزمعتَ ذلكَ فافعلِ
وقال يعقوب بن السكيت: ألا انجلى ... ألا انكشف. والأمر الجلي: المنكشف. وقوله أنا ابن جلا: أنا
ابن المنجلى الأمر المنكشف المشهور وغير المستور. والجلية: الأمر المنكشف، ومنه جلوت العروس
جلاء وجلوة. وجلوت السيف معناه كشفته من الصدأ. ويقال: جلا القوم عن منازلهم جلاء، إذا
انكشفوا عنها. وقال الله عز وجل: (ولولاَ أن كتَبَ الله عليهمُ الجَلاَءَ لعذَّبَهُمْ في الدُّنيا). وقوله (وما
الإصباح فيك بأمثل)، معناه إذا جاءني الصبح وأنا فيك فليس ذلك بأمثل، لان الصبح قد يجيء والليل
مظلم بعد. قال حميد بن ثور، وذكر الفجر:
فلمَّا تجلَّى الصُّبح عنها وأبصرَتْ ... وفي غَبَش اللَّيل الشخوصُ الأباعدُ
غبش الليل: بقيته. يقول: جاء الفجر وفي غبش الليل الشخوص الأباعد، أي لا تراها لسواد الليل.
ويقال أيضا: معناه إذا جاء الصبح فإني أيضا مغموم.
والافتتاح للكلام، وأيها مرتفع لأنه منادى مفرد، والليل مرتفع على الاتباع لهذا، لان الأصل فيه ألا
أي هو هذا الليل. والطويل نعت لليل.
قال الفراء: يقال يأيها الرجل أقبل، ويأيهذا الرجل أقبل، ويا أيه الرجل. فمن قال يأيها الرجل أقبل
قال: الرجل تابع لهذا فاكتفى به من ذا. ومن قال يأيهذا الرجل أقبل، أخرج الحرف على أصله. قال
الشاعر:
ألا أيهذا المنزلُ الدارسُ الذي ... كأنك لم يعهد بك الحيّ عاهدُ