(وكَشْحٍ لَطيفٍ كالجَدِيل مُخصَّرٍ ... وساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِيِّ المذَلَّلِ)
الكشح: الخصر. واللطيف، أراد به الصغير الضامر. والجديل: الزمام يتخذ من السيور فيجيء حسنا
لينا يتثنى، أي كشحها يتثنى. قال العجاج:
في صَلَبٍ مثلِ العِنان المُؤْدَمِ ... ليس بجُعْشوش ولا يجُعْشُمِ
الصلب: الصلب في لغة العجاج. والمؤدم: الذي قد أظهرت أدمته، وهي باطن الجلد، فهو ألين له.
والجعشوش: الضعيف. والجعشم: الغليظ. قوله: (كأنبوب السقي)، الأنبوب: البردى الذي ينبت وسط
النخل. والسقى: النخل الذي يسقى. والمذلكك: الذي قد عطف ثمره ليجتنى منه. وإنما جعله مثل
المذلل لأنه يكرم على أهله ويتعهدونه، فلذلك جعله مثله. ويقال: ذللوا نخلكم، فتخرج كباسة من سعفه
عند التقاطه. فأراد إنه ناعم في كن. فشبه ساق المرأة بالبردى في بياضه ونعمته. وقال قيس بن
الخطيم:
تَمْشِي على بَرديَّتَين غَذَاهما ... غَدِقٌ بسَاحةِ حائر يَعبوبِ
معناه: تمشى على ساقين كأنهما برديتان في بياضهما. والغدق: الماء الكثير. والحائر: الموضع الذي
يتحير فيه الماء من كثرته. واليعبوب: الطويل. وقال العجاج:
كأنما عظامُها بَردِيُّ
والأنبوب: الكعب من القصب. ويقال: السقي: البردي. والمذلل معناه المذلل له الماء. وقال: الكشح
منقطع الأضلاع إلى الورك. وقال غيره: المذلل: الذي قد خاضه الناس. ويقال (كأنبوب السقي) معناه
أن البردية تصير وسط النخلة على أحسن ما يكون من مثال الساق الغليظة الحسنة، وأراد أيضا
اللين. والسقي: الذي يسقى من النخل. ويقال أيضا: السقي الذي تروى من الماء.