(غَدَائِرُهُ مَسْتَشْزَراتٌ إلى العُلَى ... تَضِلُّ العِقَاصُ في مُثَنٍّى ومُرْسَلِ)
الغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة. ومستشزرات: مرفوعات؛ وأصل الشزر الفتل على غير الجهة.
فأراد إنها مفتولة على غير الجهة من كثرتها. والشزر: ما أدبرت به عن صدرك، وهو الدبير.
واليسر: ما أقبلت به على صدرك، وهو القبيل. وقال الأصمعي في قولهم: (ما يعرف فلان قبيلا من
دبير): معناه لا يعرف الإقبال من الإدبار. قال: والقبيل: ما أقبل به من الفتل على الصدر، والدبير:
ما أدبر عنه. وقال الأصمعي: هو مأخوذ من الناقة المقابلة والمدابرة؛ فالمقابلة: التي شق أذنها إلى
قدام؛ والمدابرة: التي شق أذنها إلى خلف. و (العقاص): ما جمع من الشعر كهيئة الكبة. ويروى:
(تضل المدارى) أي تضل من كثافة شعرها. والمدارى: جمع المدرى، وهو مثل الشوكة يصلح به
شعر المرأة. ويروى: (مستشزرات) بكسر الزاي، على معنى مرتفعات. وقال أبو نصر: إنما أراد أن
هذه الغدائر قضبت بالخيوط، وهو أن تلف بالخيوط من أسفل إلى فوق، وهو من الشيء الناشز.
وقوله (في مثنى ومرسل)، معناه: منها ما قد ثنى ومنها ما لم يثن. وروى أبو جعفر أحمد بن عبيد:
(يضل العقاص) بالياء، وقال: العقاص اسم واحد بمنزلة الكتاب والحساب وما أشبه ذلك. ورواه اكثر
الرواة: (تضل) بالتاء، وقالوا: العقاص جمع عقصة، وهو جمع مؤنث.
والغدائر ترتفع بمستشزرات، ومستشزرات بالغدائر، وإلى صلة مستشزرات، والعلى مخفوضة بإلى،
والعقاص رفع بتضل، وفي صلة تضل، وهي خافضة للمثنى، والمرسل نسق على المثنى.