(وهُمُ ربيعٌ للمجاوِرِ فيهمُ ... والمُرْمِلاتِ إذا تطاولَ عامُها)
المرملات: اللواتي لا أزواد لهن. يقال: أقتر الرجل، وأرمل، وأقوى، وأنفض، إذا ذهب زاده.
وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
ومرملو الزّاد مُعنِىّ بحاجتهم ... مَن كان يرهب ذَمّاً أو يقي حَسَبا
وقوله (وهم ربيع) معناه هم بمنزلة الربيع للجار الجنب. ويقال أنفض، إذا ذهب زاده. وفي بعض
أمثالهم: (إن النفاض يقطَّر الجلب) معناه: إذا نفدت ميرتهم وأنفضوا جلبوا إبلهم إلى الأمصار
فباعوها.
(وهمُ العَشِيرةُ أن يُبَطِّئ حاسدٌ ... أَو أن يَلُومَ معَ العَدُوِّ لِيَامُها)
ويروى: (أو أن يلوم مع العدى لوامها). يقول: هم العشيرة أن يبطئ حاسد عنهم، أو أن يلومهم لائم
من عشيرتهم مع عدوهم. وقوله (أن يبطئ حاشد) معناه من أن يبطئ حاسد، كما تقول: هو الحصن
أن يرام، أي من أن يرام. ويقال: معناه هم العشيرة التي لا يقدر حاسد أن يبطئ الناس عنهم بسوء
قول فيهم. (أو أن يلوم مع العدى لوامها)، أي لا يقدر لائم على لومهم من كرمهم. وهذا مثل قول
مطرود بن كعب الخزاعي:
يا ليلةً هيَّجَتْ ليلاتي ... إحدى لياليَّ القَسِيَّات
إن المغيراتِ وأبناءَهم ... هُمْ خيرُ أحياءٍ وأمواتِ