وقال الآخر يرثي رجلا:

وحالَ السَّفا بيني وبينك والعِدَى ... ورهنُ السَّفا غَمْر النقيبة ماجدُ

أي حال التراب بيني وبينك. ومثله قول ذي الرمة:

رمَى أمَّهاتِ القُرْدِ لذعٌ من السَّفا ... وأحصَدَ من قُرْيانه الزَّهَر النَّضْرُ

وتهيجت: هاجت. سومها: مرها. يقال: خله وسومه، أي مضيه. ويقال جاءنا جيش سوم الجراد، أي

يمر مر الجراد في كثرته. قال ساعدة:

فلم ينْتبِهْ حتَّى أحاط بظَهره ... حِسابٌ وسِربٌ كالجراد يَسُومُ

حساب: عدد كثير. وسرب: قطيع رجال. يسوم: يمر ويمضي. قال أمية:

فما تَجرى سوابقُ مُلجَمات ... كما تَجري، ولا طيرٌ تَسُوم

- ذكر النجوم - والسهام: ريح حارة. ومعنى البيت: ورمت دوابر الحمير السفا، أي نخستها ليبس

السفا وجفافه، وهيجت ريح المصايف الحشيش فهاج الحشيش.

والواو في ورمت واو الوقت، ومع رمى إضمار قد، تقديره: وقد رمت دوابرها، أي رجعا بأمرهما

وقت رمى دوابرها السفا، كما تقول: جاءني زيد وقد طلعت الشمس، تريد: في وقت طلوع الشمس

عليه. ويروى: (ورمى دوابرها السفا). فمن أنث قال: السفا مؤنثة، ومن ذكر قال: هو مما يذكر

ويؤنث. وكل فعل لمؤنث متقدم عليه إذا حيل بينه وبين الاسم صلح فيه التذكير والتأنيث.

(فتنازَعا سَبِطاً يَطيرُ ظِلالُه ... كدُخانِ مُشْعَلة يُشَبُّ ضِرامُها)

معناه: فتنازع العير والأتان سبطا، أي غبارا مرتفعا طويلا. (ظلاله):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015