الحمار نشج، أي تهيأ للنهاق. وقال بعض الرجاز:
لا تَسقِه صيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ ... حتَّى يصوم في النَّهارِ والأكَرْ
وقال أبو جعفر: أراد حميد بن ثور بقوله (جامدى كلها والمحرما) أشهر جماديين والمحرم. ويشهد له
قول العجاج:
عشْراً وشهرينَ يسُنُّ عَزَبا
أي يسن أتنه في المرعى يحفظها ويرعاها. وأجود الربيع وأحمده شهران، إلا إنه إذا جاء الجود
والخصب كان ثلاثة أشهر. قال: أبو وجزة جعله ثلاثة أشهر في بعض شعره. وقال غيره: جزء
مصدر جزأت الإبل تجزأ جزءا، يذهب إلى إنه اسم مأخوذ منه. قوله (صيامه وصيامها): قيام العير
وقيام الأتن، لأن الصيف قد جاء وانقطعت المياه.
وستة تختفض بإضافة جمادى اليها، أي متمم ستة وخاتم ستة أشهر. يريد سلخا أشهرا آخرها جمادى
الآخرة وأولها المحرم. وروى: (ستة) بالنصب. فمن رواه هكذا جعل الستة تابعة لجمادى، أي سلخا
أشهرا ستة، فاكتفى بجمادى من الأشهر. وقوم من العرب يجعلون جمادى الشتاء. ويروى: جزآ، أي
قطعا.
(رَجَعا بأَمِرهما إلى ذِي مِرَّةٍ ... حَصِد ونُجْحُ صَريمةٍ إِبرامُها)
رجعا بأمرهما إلى ذي مرة، معناه كان ينازعها وتنازعه ثم رجعا بأمرهما، أي صار الشأن إليه.
و (المرة): الرأي. وأصل المرة إحكام الفتل، فضربه مثلا. وقال أبو زيد: يقال أن فلانا لذو مرة، إذا
كان قويا محتالا. قال الله عز وجل: (ذو مِرَّة فاستوَى) معناه ذو عقل وشدة. وأنشد الفراء:
قد كنتُ قبل لقائكم ذا مِرَّة ... عِندي لكلِّ مُخاصم ميزانُه