(فلَها هِبَابٌ في الزِّمامِ كأَنَّها ... صَهْباءُ راحَ مع الجنوب جَهامُها)
(فلها هباب)، معناه فلها هيج ونشاط. يقول: إذا صارت في هذه الحال لم تنكسر ولم يذهب نشاطها.
ويقال للناقة إذا جدت وأخذها مرح شديد: هابة كأنها صهباء، ومعناه: كأنها سحابة صهباء. وقال: إذا
اصهابت قل ماؤها، وإذا قل ماؤها خفت وسرع مرها. وهو مثل قول النابغة:
صُهْباً ظِماءً أتَينَ التِّين عن عُرضٍ ... يُزْجين غَيْماً قليلاً ماؤه شَبِما)
و (الجهام): ما هراق ماءه، والواحدة جهامة. يريد: طردته الجنوب وقد هراق ماءه فخف، وإذا خف
كان أسرع مرا. فشبه الناقة بالسحابة في السرعة. والصهباء على لون القمراء من الأتن، وهي التي
يضرب لونها إلى الحمرة. ويروى: (خف مع الجنوب). وقال أبو جعفر: معناه كأنها صهباء قد
هراقت الجنوب ماءها فصارت جهاما خف فضربته الشمال. قال: وهذا مثل قول النابغة:
فأضحتْ في مَداهنَ بارداتٍ ... بمنطلقَ الجنوب على الجَهامِ
قال: قال الأصمعي: أراد فأضحت هذه الأمطار بمنطلق الجنوب على الجهام، كما يقال: بات فلان
على طعام، أي وقد أكل طعاما. فأراد أن هذه الأمطار جاءت بها الجنوب، فلما هراقت ضربتها
الشمال فقطعتها، وبرد الماء وصفا. والمدهن: النقرة في الصفا. وراح وما بعده صلة الصهباء.
(أَو مُلمِعٌ وَسَقَتْ لأَحقَب لاَحَهُ ... طَردُ الفُحولِ وضَرْبُها وكِدامُها)
ويروى: (طرد الفحالة ضربها وعذامها). ويروى: (وزرها وكدامها). و (الملمع): الأتان التي قد
استبان حملها في ضرعها، وذلك إنه يشرق للبن. يقال لذوات الحافر والسباع: قد ألمعت؛ وهي أتن
ملاميع.