فصار ما خلف هذا الجبل في غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعك وكنانة وغيرها إلى

ذات عرق والجحفة وما صاقبها - أي قاربها - وغار من أرضها الغور. والغور غور تهامة؛ وتهامة

تجمع ذلك كله. وصار ما دون ذلك الجبل في شرقيه من الصحاري والنجد إلى أطراف العراق

والسماوة وما بينهما نجدا؛ ونجد يجمع ذلك كله. وصار الجبل حجازا، وما احتجز به في شرقيه من

الجبال وانحاز إلى فيد وجبلي طيئ إلى المدينة من بلاد مذحج تثليث وما دونها إلى فيد حجاز،

والعرب تسميه نجدا وجلسا وحجازا، والحجاز يجمع ذلك كله. وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما

والاها عروضا فيها؛ وفيها نجد وغور لقربها من البحار وانخفاض مسايل أوديتها؛ والعروض يجمع

ذلك كله. وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاء وما والاها من البلاد إلى حضر موا والشحر

وعمان وما يليها اليمن، وفيها التهائم والنجد؛ واليمن يجمع ذلك كله.

ورواه أبو جعفر: (وجاورت أهل الجبال)، وأنكر الحجاز، قال: وذلك أن فيد في قرب جبلي طيئ،

ميرة أهل فيد من الجبلين، وبين فيد وبين الحجاز مسيرة ثلاثة عشر يوما، فكيف يكون أراد الحجاز؟

وإنما أراد بالجبال أجأ وسلمى. قال: ومن الحجة للجبال قوله (بمشارق الجبلين أو بمحجر).

وقال قطرب: الحجاز يكون هاهنا من شيئين. يقال حجز بعيره يحجزه حجازا، لضرب من شده؛

وذلك الحبل يقال له حجاز، يشد به البعير إلى رسغه كالقيد له. قال: ويجوز أن يكون سمى حجازا

لأنه احتجز بالجبال. ويقال: احتجزت المرأة، إذا شدت عليها ثيابها في وسطها واتزرت. ويقال هي

حجزة السرايل. والعامة تخطئ فتقول: حزة السراويل.

والمرام مرتفع بمن، ولا يجوز أن ترفع المرام بأين وتجعل من صلة المرام، لأن صلة الاسم لا

تتقدم عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015