والسؤال رفع بكيف، والصم نصب بالسؤال.
(عَرِيَتْ وكانَ بها الجميعُ فأَبكَروا ... مِنْها وغُودرَ نُؤْيُها وثُمامُها)
ويروى: (عريت وزايلها الجميع)، ويروى:
كانت يكون بها الجميعُ فأصبحوا ... بَكَروا وغُودرَ خَيمُها وثُمامُها
قوله (عريت) معناه خلت فلم يبق بها أحد. و (أبكروا): غدوا منها بكرة. يقال بكر، وبَكَّر، وابتكر،
وأبكر. قال الشاعر:
بكرتْ علىَّ تلومُني بصريمِ ... فلقد عذلتِ ولُمتِ غير مُليمِ
وقال عمر بن أبي ربيعة:
أمن آل نُعمٍ أنت غادٍ فمبْكرُ ... غداةَ غدٍ أم رائحٌ فمهجِّرُ
وقوله (غودر): ترك. يقال: ما غادرت منهم أحدا، أي ما تركت منهم. و (النؤى): حاجز يجعل حول
البيت من تراب لئلا يدخل عليه الماء. و (الثمام): شجر يلقونه على بيوتهم وعلى وطاب اللبن. وإذا
نزل القوم بأرض يستغنون فيها بشجرها عن الأبنية نصبوا أعندة ثم خلوا بينها بالثمام، أي ظللوها
به؛ لأنه أبرد ظلا. وإذا نزلوا في موضع ليس به شجر فهي النجد؛ يقال فلان من أهل النجد، إذا كان
من أهل البادية. وقال أبو جعفر: يقال: أنا لك على طرف الثمام، أي مع ما تحب؛ لأنهم يختارون
الثمام على جميع الشجر والنبات، يستظلون به. و (الخيم): جمع خيمة، قال بعض الأعراب:
بلادٌ يكون الخَيم أظلال أهلِها ... إذا حضَروا بالصَّيف والضبّ نونُها
والواو في قوله (وكان بها الجميع) واو الحال، معناه وقد كان بها.
(شَاقَتْك ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تحمَّلوا ... فتكنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها)