بعد أن درست. ومتونها: ظهورها وأوساطها، فأراد كلها ولم يخص المتون. ومثله قول زهير:

كأنَّ بريقَها بَرَقاتُ سَحلٍ ... جَلا عن مَتنه حُرُضٌ وماءُ

وإنما أراد: جلاه كله. وفي الهاء قولان: يقال هي عائدة على الدار، ويقال على الأطلال. والأطلال

مرتفعة بتجد، والمتون منتصبة به.

(أَو رَجْعُ واشمة أُسِفَّ نَؤورُها ... كِففاً تَعرَّضَ فَوقهنَّ وِشامُها)

قوله (أو رجع واشمة)، معناه ردها النقش. والواشمة: التي تشم يديها تضربهما بالإبرة ثم تحشوهما

النؤور. و (النؤور): حصاة مثل الإثمد تدق فتسفه اللثة واليد فتسودهما. قال بعض أهل اللغة:

ودارٌ لها بالرقْمتين كأنَّها ... مَراجعُ وشم في نواشرِ معصَمِ

وقوله (أسف) الإسفاف الإقماح. فيقول: أقمحت الكفف النؤور. وواحدة الكفف الكفة، وهي كل دارة

وحلقة. وقال بعضهم: النؤور شحم يحرق ثم يكب عليه إناء ثم يؤخذ من دخانه من الإناء. وقوله

(تعرض فوقهن وشامها) تعرض الوشام معناه اخذ يمينا وشمالا ولم يقصد. يقال للرجل إذا تصعَّد

الصعود: تعرض بناقتك يمينا وشمالا ولا تُكابد. فيأخذ يمينا ثم يرجع شمالا ثم يرجع يمينا وهو في

ذلك يصعد. ومنه قول عبد الله ذي البجادين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015