وفيمن سواهم من ملوكٍ وسُوقة ... دعائم ملك خانَه الدَّهرُ فانكسَرْ
فإن حانَ يوماً أن يموت أبوكما ... فلا تخمشا وجهاً ولا تحلقا الشَّعَرْ
وقولا هو المرءُ الذي لا كرامةً ... أضاعَ ولا خانَ الأمينَ ولا غدَرْ
إلى الحول ثم اسمُ السَّلامُِ عليكما ... ومَن يَبكِ حَولاً كاملاً فقد اعتذرْ
كمُسمعتَين تَندُبان بعاقلٍ ... أخا ثقةٍ لا عَينَ منه ولا أثَرْ
ويروى عن أبي بكر بن عياش عن عبد الملك بن عمير إنه قال:
مات لبيد يوم قدم معاوية الكوفة.
ويروى في الرائية بيتان آخران:
حَسودٌ على المِقْرَي إذا البُزْل حاردتْ ... سريعٌ إلى الداعي مطاعٌ إذا أمَرْ
وقد كنتُ جلداً في الحياة مرزّأ ... وقد كنتُ أنوِي الخير والفضل والذُّخُر
وقال المؤرج بن عمرو السدوسي: أن لبيد بن ربيعة، وكان ربيعة أبوه يسمى ربيع المقترين، وكان
جواداً، قتلته ذي علق بنو أسد، وفيه يقول الشاعر:
نعمَ القتيلُ غداةَ ذي عَلَقٍ ... ترِبتْ يداك قتلتَ يا ابنَ الأفقمِ
لله درُّك أيَّ كبشِ كتيبةٍ ... تحت العجاج تركتَ يَشَرقُ بالدّمِ
قال: وابنه لبيد بن ربيعة كان شاعر بني عامر، وكان شريفا جمالا سخيا حليما، كان يقال إنه يُطعم
كلما هبت الصبا، لبيت قاله في الجاهلية، وهو قوله:
وصَباً غَداةَ مُقامةٍ وزّعتِها ... بجِفانِ شِيزَى فوقَهنَّ سَنامُ
قال: فكان المغيرة بن شعبة الثقفي يقول كلما هبت الصبا: أعينوا أبا عقيل على مروته! فيرسل إليه
بالجزر. فلم يزل كذلك حتى مات لبيد وهو ابن مائة وثمان وثلاثين سنة، زعمت بنو جعفر إنه لم
يمت حتى لم تحل له جعفرية.
قال: وقد كان الطرماح بن حكيم الطائي جارا لبني جعفر بالكوفة، فقالت عجوز من طي: كان لنا
جاران من بني جعفر في الإسلام لم نر مثلهما: أحدهما