ثم غدوا به معهم فدخلوا على النعمان، فوجدوه يتغدى ومعه الربيع بن زياد،
وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن
للجعفريين، فدخلوا عليه وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض
الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز وهو يقول:
يا ربَّ هَيْجا هي خيرٌ من دَعَه ... أكلَّ يوم هامتي مقَزَّعه
لا تَمنعُ الفِتيانَ من حُسن الرِّعَهْ ... نحنُ بني أمِّ البنين الأربعه
- أم البنين: ابنة عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولدت لمالك بن جعفر عامرا
ملاعب الأسنة، وطفيلا فارس قرزل، وربيعة ربيع المقترين - وربيعة: أبو الوليد - ومعاوية معوج
الحكماء، وعبيدة الوضاح، وهو صدق بر، فلم يمكنه للقافية أن يجعلهم خمسة فجعلهم أربعة. ونصب
بني أم البنين على المدح لنحن
ونحن خيرُ عامر بن صعصعه ... المُطِعمون الجَفْنة المُدَعدَعهْ
والضّاربون الهامَ تحت الخيضعه ... مَهلاُ أبيت اللعنَ لا تأكل معه
إنّ استَه من بَرَص ملمَّعه ... وإنَّه يُدخِل فيها إصبعَه