ويروى: (فرددناهم) والمعنيان متقاربان. وقال الأصمعي: الخربة هاهنا: عزلاء المزادة، وهو مسيل

الماء منها. فشبه خروج الدم ونزوه من الجرح بخروج الماء من فم تلك العزلاء. والخربة: تجمع

خربا. والمزاد: جمع مزادة. والمزادة والقربة سواء

والكاف موضعها نصب ومعناها المصدر.

(وحَمَلناهمُ على حَزْمِ ثَهْلا ... نَ شِلالاً ودُمِّىَ الأَنساءُ)

الحزم: ما غلظ من الأرض ومن الجبل وخشن. فشبه شدة ما أصابهم وما حملوهم عليه من القتل

بشدة هذا الحزم. هذا قول الأصمعي، وقال أبو مالك: وحملناهم على حزم ثهلان بعينه. يقول:

جرحناهم فركبوا حزم ثهلان على خشونته. وقوله (شلالا): هرابا. وقد دميت من الجراح أنساؤهم.

يقال منه: شللت الرجل أشله شلا، إذا طردته.

وثهلان موضعه خفض إلا إنه لا يجري. وشلالا نصب على المصدر، وتقدير فعله شاللت شلالا.

(وفَعَلْنا بِهِمْ كما عَلِم اللَّ ... هُ وما أن للحائنينَ دِماءُ)

وقوله (وفعلنا بهم كما علم الله) معناه: قتلنا منهم قتلا عظيما شديدا قد علمه الله تبارك وتعالى. وقوله

(وما أن للحائنين دماء) معناه من عصى فقد حان أجله؛ وذلك إنه يجيء فيخاطر بنفسه، وإذا قتل

فليس له من يطلب بدمه. وقال بعضهم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015