لأنا أعزهم، وكنا يومئذ أمنع العرب، فلا تطمعوا انتم في ظلمنا وضررنا، فان لنا عزا دائما ثابتا.

وقال أبو عبيدة في قوله (أيام ينتهب الناس) قال: هي أيام غزا فيروز الترك فأسروه، فضعف أمر

ملك العرب، فجعلت بكر بن وائل تغير على القبائل، حتى أغارت على تميم فأصابت منهم أسرى

وسبايا.

والأيام نصب بعلمتم، وهي مضافة إلى ينتهب، وغواراُ نصب على المصدر، وعواء رفع باللام.

ويروى: (لكل حي لواء).

(إِذْ رفَعْنا الجِمالَ من سَعَفِ البَح ... رَينِ سَيراً حتَّى نَهَاها الحِسَاءُ)

قوله (اذ رفعنا الجمال)، يخبر عن مغازيهم، أي قد أغرنا على من لقينا من الناس حتى انتهينا إلى

النخل فاكتفى بالسعف من النخل، لأنه كما قال الجعدي:

كأنّ فاها إذا تُوُسِّنَ من ... طِيب مَشَمٍّ وحُسنِ مبتَسَمِ

ركِّب في السامِ والزَّبيب أقاح ... يُّ كثيب تَنْدَى من الرّهَم

أراد: ركب في السام والخمر، واكتفى بالزبيب من الخمر لأنه من سببها والسام: عرق المعدن، وهو

يضرب إلى السواد، فشبه اللثة به، يريد: هو يضرب إلى السواد. وشبه طيب ريقها بالخمر ثم مضينا

نغير وننتهب، حتى انتهينا إلى الحستء. ومعنى (نهاها) كفها وحبسها. والحساء: جمع حسى البحر.

والحسى: الماء الجاري. يقول: فلما بلغنا الحساء لم يكن وراءها مغار. ويروى: (إذ ركبنا الجمال).

وإذ من صلة علمتم، والسير نصب على المصدر، والحساء رفع بفعلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015