معناه: أو منعتم ما تسألون من النصفة فيما كان بيننا وبينكم، فلأي شيء كان ذلك منكم مع ما

تعرفون عن عزنا وامتناعنا. ثم قال: فمن حدثتموه له علينا العلاء، يقول: فمن بلغكم إنه اعتلانا في

قديم الدهر فتطمعوا في ذلك منا.

والعلاء من العلو والرفعة، بالعين غير معجمة. ويروى: (الغلاء) بالغين معجمة وهو الارتفاع أيضا،

من قوله عز وجل: (لا تَغْلُوا في دينكم غيرَ الحقّ).

وما نصب بمنعتم، وتسألون صلتها، والهاء المضمرة تعود عليها، ومن رفع بما عاد من الهاء في

حدثتموه، والهاء الأولى اسم حدثتم، وما عاد من الهاء الثانية خبرها، والعلاء رفع باللام، وعلينا صلة

العلاء وحدثتم وأنبئتم مشبه بظننتم، تنصب الاسم والخبر، فكأنه قال: فمن ظننتموه له علينا العلاء.

(هَلْ عَلِمتمْ أَيّامَ يُنْتَهَبُ النَّا ... سُ غِواراً لكلِّ حَيٍّ عُوَاءُ)

قال الأصمعي: كانت العرب من نزار تملكهم الأكاسرة، وهم ملوك فارس، وتملَّك عليهم من شاءت،

وكانت غسان تملكهم ملوك الروم، فلما غلب كسرى على بعض ما في يديه - وكان الذين غلبوه بني

جفنة - غزا بنفسه قيصر، فضعف أمر كسرى، وغزا بعض العرب بعضا.

و (الغوار): مصدر غاور القوم مغاورة وغوارا، إذا غار بعضهم على بعض. قوله (لكل حي عواء)،

أي صياح، مما ينزل بهم من الإغارة عليهم. قال الشاعر:

فإن يكُ شاعرٌ يَعوي فإني ... رأيتُ الكلبَ يقتلُه العُواءُ

أي الصياح. يقول: فنحن حين كان الناس هكذا لم يطمع فينا أحد من العرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015