وما العيشُ إلا ما تلذّ وتشتهي ... وإنْ لامَ فيه ذو الشَّنَان وفنَّدا

ومعنى البيت: بتنا على بغض الناس، أنا نزداد رفعة وعلوا ويزدادون غيظا، لما يرون من ثبات

عزنا ومكاننا من الملك، ونحن لا نبالي عدوا ولا حسودا ولا وشاية منهم بنا. وقوله (تنمينا جدود) أي

ترفعنا آباؤنا بأحسابهم. والجدود: جمع جد، وهو في هذا الموضع أبو الاب، ويجوز أن تكون جمع

جد، والجد: الحظ، وهو الذي تسميه العامة البخت. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دخلت الجنة فإذا

أكثر الناس - أي أهلها - الفقراء، وإذا أصحاب الجد محبوسون)، أي أصحاب الحظ في الدنيا.

ويقال للرجل: ما كنت ذا جد، ولقد جددت، وأنت تجد. أنشدنا أبو العباس:

ولقد يجُدُّ المرء وهو مقصِّر ... ويخيب سعى المرءِ غيرَ مقصّرِ

ويقال: رجل حظيظ وجديد؛ ورجل جد، إذا كان عظيم الجاه في الناس.

ويروى: (تنمينا حصون). ويروى ايضا: (ومنعة قعساء)، أي الحصون تحول بيننا وبين شناءة

الناس إيانا. و (العزة): الغلبة، من قولهم: (من عز بزَّ)، أي من غلب سلب. وإنما سمى العزيز

عزيزا لغلبته. و (القعساء): الثابتة المصمتة. ويروى: (تُنبيها حصون)، أي ترفعها؛ أخذ من النبوة

والنباوة وهي المكان المرتفع. قال القطامي:

لما وردْنَ نبيّاً واستتبَّ لنا ... مسحنفرٌ كخطوط النَّسج مُنْسحلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015