إذا قلت مهلاً غارت العين بالبكا ... غِرَاءً ومدَّتها مدامعُ حُفَّلُ

قال الأصمعي: غارت فأعلت من غريت بالشيء أغرى، إذا لزمته. والغراء الذي يلزق به، إذا كسر

مد وإذا فتح قصر. وقيل هو الغري. وقوله (إنَّا قبل ما قد وشى بنا الأعداء)، معناه طال ما نمم بنا

الأعداء قبلك عند الملوك فلم يضرنا ذلك. يريد: إنا قد مرنا على ذلك وعداوة الناس إيانا. ويروى:

(طال ما قد وشى). ومعنى وشى نمم. والواشي هو النمام، وجمعه واشون ووشاة، قال بعض

الأعراب:

فما لكَ من سدر ونحنُ نحبُّه ... إذا ما وشَى واشٍ بنا لا نجادلُهْ

كما لو وشَى بالسدر واش رددتُه ... كئيباً ولم تَملُحْ لدينا شمائلُهْ

وأنشدنا أبو العباس قال: أنشدنا الزبير بن بكار:

قال الوشاة لهندٍ عَنْ تُصارِمَنا ... ولستُ أنسى هوى هندٍ وتنساني

معناه: أن تصارمنا، فأبدل العين من الهمزة، والأصل فيه من الشية وهي العلامة. فإذا قال وشى به

فمعناه نسب إليه أمرا جعله به علما. قال الله عز وجل: (لاشيَةَ فيها)، أراد لا بون فيها يخالف لون

جميع جلدها، أي ليست فيها علامة. ويقال: وصفت شيات الغنم، أي علامتها. قال النابغة:

من وَحش وجرة مَوشِىّ أكارعُه ... طاوِى المَصيرِ كسيَفِ الصَّقل الفَرَدِ

معناه: معلم أكارعه، أي هو أبيض في وجهه سفعة. وطاوى المصير، معناه ضامر. والفرد، يريد هو

منقطع القرين لا نظير له في الجود. ويقال أتيتك قبلَ وقبلُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015