وقال الفراء: أصبح على معنى بيَّن، إذا أردت أن تفيد المخاطب صباح الاسم استغنيت عن الخبر،

كقيلك أصبح زيد قائما. وأمسى بمنزلة أصبح. وأصح الروايتين رواية الذين رووا: (أصبحوا

أصبحت لهم غوغاء)؛ لأن البيت الثاني يدل على الصياح والجلبة.

(مِن مُنادٍ ومِن مُجيبٍ ومن تَص ... هالِ خَيلٍ خِلالَ ذاكَ رُغاءُ)

معناه من مناد يقول يا فلان، ومن مجيب المنادى، ومن صهيل خيل. وقوله (خلال ذاك رغاء) معناه

بين ذاك رغاء؛ لاجتماع بني تغلب علينا، وتهمتهم إيانا بأبنائهم الذين قتلهم العطش، يقولون: أدوا

إلينا أبناءكم فإنكم اغتلتمونا اغتيالا. قال الله عز وجل: (فجاسُوا خلالَ الدِّيار)، أراد: بين الديار. أي

قتلوكم بين بيوتكم. والرغاء: رغاء الخيل والإبل. والرغي: جمع رغوة اللبن، مقصور يكتب بالياء.

والرغوة فيها ست لغات، يقال الرَّغوة، والرُّغوة، والرِّغْوة، والرَّغاوة، والرُّغاوة، والرِّغاوة.

ومن صلة الضوضاء، ورغاء يرتفع بقوله خلال. ويروى: (خلال ذاك الرغاء) بالألف واللام.

(أَيُّها الناطقُ المُرَقِّشُ عَنَّا ... عِندَ عَمروٍ وهَلْ لذاك بقاءُ)

قوله (أيها الناطق) يعنى عمرو بن كلثوم. و (المرقش): المزين للشيء، ومعناه هاهنا تزيينه: قوله

للملك: إنَّا قتلنا أبناءهم واغتلناهم اغتيالا، وادعاؤهم الكذب والباطل عند الملك. ثم قال: (وهل لذلك

بقاء)، يقول: وهل للكاذب بقاء عند الملك. أي هو ينظر فيما ادعيتم فيعرف صدق ذلك من كذبه،

ويعرف ترقيشك القول له بالباطل وبما لم يكن. ويروى: (أيها الناطق المحبر عنا عند عمرو)، وهو

المزين. يقال: حبرت الكلام ورقشته، ونممته ونمنمته، وذهبته وأذهبته، بمعنى. قال المرقش:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015