وإن كفت من اسم زعموا وخبره، وكلا اسم أن، وضرب العير صلة من، وما في ضرب يعود على

من، وموال رفع لأنه خبر أن، والأصل فيه موالي فاستثقلت الضمة في الياء لسكونها وسكون

التنوين. ولنا صلة، وأن الثانية نسق على الأولى، والنون والألف اسم أن، والولاء خبرها.

(أَجْمَعُوا أَمرَهُمْ بلَيْل فَلَمَّا ... أَصْبَحُوا أَصبَحَتْ لهمْ ضوضاءُ)

أجمعوا، معناه أحكموا. يقال: قد جمعت الشيء، إذا وفقت بينه وأزلت تفرقه. وأجمعت الأمر، إذا

أحكمته. قال الله عز وجل: (فأجمِعُوا أمركُم وشركاءَكم)، قرأ بعضهم: (فأجْمَعُوا) على التفسير الذي

مضى. وأنشد الفراء:

يا ليت شِعري والمُنَى لا تَنفعُ ... هل أغدُوَنْ يوماً وأمري مُجْمَعُ

أي محكم. ويروى: (أجمعوا أمرهم بليل)، أي عزموا على أن يصبحوا بالذي اتفقوا عليه وبيتوه في

الليل وتقدموا فيه. ويروى: (أجمعوا أمرهم عشاء)، أي لم يدعوا منه شيئا إلا أحضروه، كقول القائل:

هذا أمر قد أسرى عليه بليل، أي دبر بليل. وقوله (أصبحت لهم ضوضاء)، معناه جلبة. والضوضاء

حرف ممدود، وهو جمع واحدته ضوضاءة، وربما قصر فيكون حينئذ جمع ضوضاة. وروى بعضهم

(أصبحت لهم غوغاء)، فالغوغاء: الرذال من الناس. والغوغاء من الجراد: الصغار الذي يركب

بعضه بعضا.

وفاعل جمعوا مضمر فيه ولا خبر له. والضوضاء اسم الإصباح الثاني واللام خبره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015