والرماد الهابي هو الأسود الذي يعلوه بياض وهبوة.

ومن رواه (كأنه أهباء) بفتح الهمزة قال: الأهباء جمع الهباء. يقال: ثار أهباء، أي غبرة في إثر

غبرة. ويقال: أهبي الظليم يهبي إهباء، إذا غبر. والإهباء بالكسر في هذا البيت أصح في قول

الأصمعي، على معنى المصدر.

والمنين نصب بترى، والهاء اسم كأن، والاهباء خبرها.

(وطِرَاقاً مِنْ خَلفِهنَّ طِراقٌ ... ساقطاتٌ تُلْوِى بها الصَّحراءُ)

ويروى: (أودت بها الصحراء)، ويروى: (تودى بها الصحراء). الطراق: مطاوقة نعال الإبل. وقوله

(من خلفهن طراق)، يريد: طورقت مرة بعد مرة. وقد قيل: الطراق: الغبار هاهنا. و (ساقطات): قد

سقطت من أرجلها. فالطراق تؤدى بها الصحراء، أي تبلى هذه النعال فتسقط. ويقال أطرقت النعل،

إذا ضربت واحدة بأخرى، إطراقا، وطارقت. وقد يجوز ذلك في كل شيئين أحدهما على الاخر.

ونصب طراقا لأنه نسق على المنين، كأنه قال: وترى طراقا. والطراق الثاني رفع بمن، وساقطات

نعت لطراق، لأنه وان كان لفظه لفظ الواحد فمعناه بمعنى الجمع. والصحراء رفع بتلوى، والباء

صلة.

(أَتَلَهَّى بها الهَوَاجِرَ إِذْ كُ ... لُّ ابنِ هَمٍّ بَلِيَّةٌ عَمياءُ)

أتلهى بها، معناه بالناقة، أي أركبها وأتعلل بوطئها وسرعتها وحسن ذهابها ونشاطها في شدة الحر،

فلا أجد، مع ما أنا فيه، شدة من الحر عليّ. و (الهواجر). انتصاف النهار، واحدتها هاجرة. قال أبو

العباس: إنما سميت الهاجرة هاجرة لبعدها من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015