القائم أخوك، كان الوجه رفع الأخ ونصب القائم؛ لأن القائم ينتقل إذ كان فعلا محدثا ينقطع،
والأخوة لا تنقطع لأنها نسب متصل. قال:
وقد يجوز أن يقول: كان القائم أخاك، فتجعل القائم اسم كان والأخ خبر كان.
(فَصَالُوا صَولَةً فيمَنْ يَليِهمْ ... وصُلْنا صَولةً فيمن يَلينا)
فصالوا صولة، معناه: فحملوا حملة فيمن يليهم وحملنا فيمن يلينا. ويروى:
فصالوا صولة فيمن يليِهم ... وصُلْنا صولةً فيمن يلينا
والصول منصوب على المصدر. والصولة منصوبة على التفسير عن عدد المرات. والاصل في
قولهم: صال فلان عليَّ، أي ترفَّع عليّ. وأصل الصيال تخمط الفحل ووثوبه عليه.
(فأبوا بالنِّهابِ وبالسَّبايا ... وأُبْنا=بالمُلُوكِ مُصَفَّدنيا)
قوله (فآبوا) معناه فرجعوا. والأواب: الرجاع. قال عبيد:
وكل ذي غيبةٍ يئوبُ ... وغائبُ الموت لا يئوب
و (النهاب): الغنائم وما ينتهب. والصفاد والصفد: الغل. وجمع الصفد أصفاد. قال الله تعالى:
(مُقَرَّنينَ في الأصفاد)، فمعناه في الأغلال. وقال الشاعر:
ولقد علمتُ ليَغْلِبنَّ محمدٌ ... ولينَزِلنَّ بها إلى أصفادِ
وقال أبو جعفر: معنى البيت ظفرنا بهم فلم نلتفت إلى أسلابهم ولا أموالهم، وعمدنا إلى ملوكهم
فصفدناهم في الحديد. قال: وهذا أمدح وأشرف. وهو بمنزلة قول عنترة:
يُخبرْك مَن شهِد الوَقيعة أنَّني ... أغشَى الوغَى وأعفُّ عند المغنَمِ
أي لا أطلب المال، إنما أطلب الرجال.
ومصفدين نصب على الحال من الملوك.