حكمة، وهي الحديدة المستديرة في اللجام على حنك الفرس. وقوله (العازمون إذا عصينا)،
معناه: إذا عزمنا على الأمر أنفذنا
عزيمتنا ولم نهب أحدا.
وإذا وقت منتصبة بالفعل.
(ونحنُ التَّارِكونَ لِمَا سَخِطْنا ... ونَحنُ الآخِذُونَ لِمَا رَضِينا)
ونحن التاركون لما سخطنا، معناه إذا كرهنا شيئا تركناه ولم يستطيع أحد إجبارنا عليه، وإذا رضينا
أخذناه ولم يحل بيننا ولبنه أحذ؛ لعزنا وارتفاع شأننا.
وما في معنى الذي، والهاء المضمرة تعود عليها، والتقدير للذي رضيناه.
(وكنَّا الأَيْمَنِينَ إذا التقَيْنا ... وكانَ الأَيسرِينَ بَنوُ أَبينا)
معناه: وكنا أصحاب اليمين وكان بنو أبينا أصحاب الشمال. قال الله تبارك وتعالى: (وأصحاب
الميَمَنَةِ ما أصحاب الميمَنة). قال المفسرون: أصحاب الميمنة: الذين يُعطَون كتبهم بأيمانهم،
وأصحاب المشأمة: الذين يُعطَون كتبهم بشمائلهم. وقال أبو العباس: أصحاب الميمنة: أصحاب التقدم،
وأصحاب المشأمة: أصحاب التأخر. يقال: اجعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك، أي اجعلني في
المقدمين عندك، ولا تجعلني في المؤخرين. أنشدنا أبو العباس لابن الدمينة:
أبِيني ففي يمنَي يديك جعلتِني ... فأفرحَ أمْ صيَّرتِني في شِمالكِ
فمعناه: أأنا من المقدمين عندك أم من المؤخرين.
وبنو أبينا اسم كان، والأيسرين خبر كان. ويجوز في النحو: وكان الأيسرون بني أبينا، على أن
تجعل الأيسرين الاسم وبني أبينا الخبر. قال الفراء: إذا قلت كان