سَلِي البانَة العَليا من الأجْرع الذي ... به البان هل كلَّمتُ أطلالَ دارك
ويقال: رمل أجرع، ورملة جرعاء. و (المتون): ما غلظ من الأرض، واحدها متن. ورواه أبو
عبيدة:
ذراعَيْ حُرَّة أدماءَ بِكرٍ ... هِجانِ اللَّونِ لم تقرأ جنينا
فالحرة تكون امرأة خالصة كريمة. و (هجان اللون) معناه بيضاء. والهجان أيضا: الكريم من كل
شيء، تمثل علي بن أبي طالب رضي الله سبحانه عنه:
هذا جَنايَ وخياره فيهْ ... إذْ كلُّ جانٍ يدْه إلى فيه
أراد: وخياره وكرائمه فيه. وكذلك قولهم: هذه هجائن النعملن. ويقال: بعير هجان وناقة هجان وإبا
هجان، وهي التي قارفت الكرم. قال الشاعر:
وإذا قيل مَن هِجانُ قريش ... كنتَ أنت الفتى وأنت الهِجانا
وقوله: (لم تقرأ جنينا) قال أبو عبيدة: معناه لم تضم في رحمها ولدا قط. ويقال للتي لم تحمل قط: ما
قرأت سلى قط. وقال: إنما سمى كتاب الله عز وجل قرآنا لأنه يجمع السور ويضمها. واحتج بقوله
تعالى: (فإذا قرأناه فاتَّبعْ قرآنَه)، أي إذا ألفنا منه شيئا فضممناه إليك فخذ به واعمل به وضمه إليك.
وقال قطرب: يقال: ما قرأت الناقة سلى قط، أي لم ترم بولد. واحتج بقول حميد بن ثور:
أراها غُلاماها الخَلَى فتشذّرَتْ ... مِراحاً ولم تقرأ جنيناً ولا دما
فمعناه لم ترم بجنين ولا ولد. وقال: سمي كتاب الله الكريم قرآنا لأن القارئ يظهره، ويبينه، ويلقيه
من فيه. والجنين: الولد.