(تَجُور بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ ... إِذَا مَا ذاقَها حتّى يَلِينا)
(اللبانة): الحاجة، يقال: لي إليه حاجة، ولبانة، وأشكلة، وشهلاء. أنشد أبو عمرو:
لم أقضِ حين ارتحلوا شهلائي ... من الكَعَاب الطَّفْلة الحسناء
ويقال: لي إليه مأربة، أي حاجة؛ وجمعها مآرب. قال الله تبارك وتعالى: (وليَ فيها مآرب أخرى)،
أي حوائج. ويقال: لي في هذا الشيء أرب وإربة، أي حاجة. قد أربت إلى الشيء آرب أربا، إذا
احتجت إليه. ومنه قولهم: ما أربك إلى كذا وكذا. ويقال: ما بقيت في صدري حوجاء ولا لوجاء الا
قضيتها. ويقال: قضيت من الشيء وطرا، إذا قضيت حاجتي منه. قال الله تبارك وتعالى: (فلمَّا قَضَى
زيدٌ منها وطراً). ومعنى البيت أن الخمر تميل بشاربها عن حاجته.
وفاعل تجور مضمر فيه من ذكر الخمر، وما صلة، وإذا نصب بتجور، ويلينا نصب بحتَّى، والألف
صلة لفتحة النون.
(تَرى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إذا أُمِرَّتْ ... عَلَيه لمالِهِ فيها مُهِينا)
(اللحز): الضيق البخيل؛ والعقص مثله. والحصر: الممسك. والحصر أيضا: الذي يكتم السر ولا
يبذله وهو مدح. قال جرير:
ولقد تسقَّطني الوشاةُ فصادفوا ... حصِراً بسرك يا أميم ضنينا
وقال أبو عمرو: اللحز: السيئ الخلق اللئيم. وقال غيره: يقال للسيئ الخلق: